وصمة العار للمرض النفسي والتمييز في الصحة النفسية
على الرغم من التقدم الملحوظ والتطور في وقتنا هذا من ناحية العدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من جميع الجهود المضنية المبذولة لتحقيق المساواة وتشجيع تقبّل بعضنا البعض، ما زلنا نواجه في مجتمعاتنا العديد من التحيز والمفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بحالات الصحة النفسية. هذه المفاهيم الخاطئة والغير المقبولة تجاه الصحة النفسية تخلق تمييزاً تجاه أولئك
الذين يعانون من حالات نفسية.
ما هي وصمة العار المرتبطة بالمرض النفسي؟
وصمة العار للمرض النفسي (أو حرفياً “الخزي”) هي عندما يراك شخص ما بطريقة سلبية لأنك تعاني من حالة نفسية، بينما التمييز هو عندما يعاملك شخص ما بطريقة مختلفة بسبب حالتك النفسية.
تقسم وصمة العار المرتبطة بالحالة النفسية وآثارها الضارة إلى قسمين رئيسيين:
وصمة العار الشخصية:
تشير إلى وصمة العار التي تُضعف من تقدير الذات، وقد تؤدي إلى الشعور بالعار، فقدان الأمل والعزلة الاجتماعية. وقد تؤدي أيضاً عدم الثقة بالنفس؛ الاعتقاد بأن الفرد لن يتمكن أبداً من تجاوز حالته/حالتها ولا أن يحقق ما يطمح إليه في الحياة.
لذلك، سيصبح المريض متردداً بالاعتراف بأنه يعاني خوفاً من أن يتم إطلاق لقب عليه مما يخلق حاجزاً زائفاً بين “الطبيعي” و “غير الطبيعي”.
وصمة العار الاجتماعية:
تعبر عن نظرة المجتمع للمريض النفسي ومن جهة أخرى من الممكن أن تكون أكثر إنهاكاً وتزيد الحالات النفسية سوءً وحتى من الممكن أن توقف الفرد عن طلب المساعدة التي يحتاجها. وصمة العار الاجتماعية قد تكون مثلاً عدم فهم من قِبَل العائلة، الأصدقاء أو الزملاء؛ العنف أو التنمر، وحتى حرمان الفرد من حقوقه الاجتماعية كالتوظيف، الصداقات، أو الزواج.
فعلياً الجميع يعرف شخصاً يعاني من حالة نفسية، سواء أكانت حالة شائعة مثل الاكتئاب، القلق، أو حالات أكثر خطورة مثل الإدمان أو انفصام الشخصية، كل هذه الحالات تؤثر على نفس الأماكن من الدماغ بدرجات مختلفة وبالتالي إدراكنا، مفهومنا، وأدائنا العاطفي.
منظمة الصحة العالمية (WHO) قدّرت بأن تقريباً 20% من عدد سكان العالم يعانون من حالة نفسية في مرحلة معينة من حياتهم. هذا ما يعادل 280 مليون شخص حول العالم، ولكن وحتى السنوات القليلة الأخيرة، كان الحصول على معالِج أو الذهاب للعلاج يُعَد أمراً غريباً وحتى غير مرغوب به .على الرغم من ذلك، هذه المشاهَدات السلبية المرتبطة بالمساعدة النفسية قلّت بسرعة وتسارعت أيضاً مع كوفيد-19 مما وضع عبئاً نفسياً كبيراً على كل فردٍ منا.
في أكتوبر 2020، منظمة الصحة العالمية (WHO) ذكرت أن حوالي 70% من الدول قد تبنَّت جلسات “العلاج عن بعد” عبر الصوت أو الفيديو لتجاوز الحدود المفروضة من العلاج التقليدي. منذ ذلك الحين، أصبح العلاج عبر الانترنت أكثر سهولة في الوصول، أكثر راحة وأقل وصماً بالعار. بسبب الفوائد لكل من العملاء والأطباء، فإن خدمات العلاج النفسي عبر الانترنت سوف تبقى لوقت طويل بعد رفع قيود التباعد الاجتماعي المفروضة بسبب كوفيد-19.
كشفت عقود من الأبحاث أن كفاءة خدمة الصحة النفسية عبر الانترنت هي نفس كفاءة الخدمة وجهاً لوجه. على سبيل المثال، الراحة المعروفة في المنزل قد تساعد بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة. بالإضافة لذلك، خدمات الصحة النفسية عبر الانترنت تقدم الوصول للأفراد المقيدين في المنزل بسبب إعاقة، أو يعيشون في مناطق ريفية، أو الذين ليس لديهم أي وسيلة تنقل. الفوائد الأخرى تشمل تعزيزاً في الخصوصية والأمن، حيث يمكن للأفراد أن يتواصلوا مع معالجيهم بكامل راحتهم ومن راحة منازلهم.
كما في الكثير من المناطق في العالم، أحد الحواجز الرئيسية للوصول لخدمات الصحة النفسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي وصمة العار.
الموقف المتخوف وغياب الوعي في البيئات المتماسكة بإحكام التي تضحي بالفرد من أجل الجميع، يمكن أن تجعل الأفراد يشعرون بالعار لطلبهم الخدمات النفسية. على الرغم من ذلك، ومع التسارع غير المقصود على الإقبال تجاه الخدمات عبر الانترنت بسبب الوباء، فإن مشكلة أن تتم مشاهدتك ذاهباً إلى عيادة صحة نفسية قد قلّت وبالتالي هذا يخدم في وضع نهاية لوصمة العار حول الحالات النفسية ورفع المعاناة التي لا لزوم لها.
متى يجب أن أستشير خبيراً؟
فكر بالاشتراك مع توك تايم للتواصل مع معالِج خبير ومرخَّص إذا كنت تشعر بالحرج من المجتمع. اطلب العلاج الطارئ فوراً. يمكن للأطباء في توك تايم تقييم وإنشاء العلاج المثالي لحالتك. قد يكون ذلك عن طريق علاج نفسي، أسلوب الحياة، أو نصائح لإدارة الضغوطات.